المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 24 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 24 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1306 بتاريخ الإثنين يناير 25, 2016 2:08 pm
المواضيع الأخيرة
بحـث
المواضيع الأكثر نشاطاً
مشاركة
.: عدد زوار المنتدى :.
جعل السقاية فى رحل اخيه
منتدى طريق العدالة والقانون والمحاماه .... سيدغريانى المحامى بالنقض :: الفئة الأولى :: المنتدى الاسلامى :: قرآن وسنة :: آيـــــــــة وتدبــــــــــــر
صفحة 1 من اصل 1
جعل السقاية فى رحل اخيه
( ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﺟَﻬَّﺰَﻫُﻢْ ﺑِﺠَﻬَﺎﺯِﻫِﻢْ ) ﺃﻱ : ﻛﺎﻝ ﻟﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺗﻪ، ﻭﻣﻦ ﺟﻤﻠﺘﻬﻢ ﺃﺧﻮﻩ ﻫﺬﺍ .
( ﺟَﻌَﻞَ ﺍﻟﺴِّﻘَﺎﻳَﺔَ ) ﻭﻫﻮ : ﺍﻹﻧﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺮﺏ ﺑﻪ ، ﻭﻳﻜﺎﻝ ﻓﻴﻪ ( ﻓِﻲ ﺭَﺣْﻞِ ﺃَﺧِﻴﻪِ ﺛُﻢَّ ) ﺃﻭﻋﻮﺍ ﻣﺘﺎﻋﻬﻢ . ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﺫﺍﻫﺒﻴﻦ، ( ﺃَﺫَّﻥَ ﻣُﺆَﺫِّﻥٌ ﺃَﻳَّﺘُﻬَﺎ ﺍﻟْﻌِﻴﺮُ ﺇِﻧَّﻜُﻢْ ﻟَﺴَﺎﺭِﻗُﻮﻥَ ) ﻭﻟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺆﺫﻥ، ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ .
( ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ) ﺃﻱ : ﺇﺧﻮﺓ ﻳﻮﺳﻒ ( ﻭَﺃَﻗْﺒَﻠُﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ) ﺟﺎﺀﻭﺍ ﻣﻘﺒﻠﻴﻦ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﻫﻢٌّ ﺇﻻ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻣﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﻋﻨﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝ : ( ﻣَﺎﺫَﺍ ﺗَﻔْﻘِﺪُﻭﻥَ ) ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ : " ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺮﻗﻨﺎ " ﻟﺠﺰﻣﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺑﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ .
( ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻧَﻔْﻘِﺪُ ﺻُﻮَﺍﻉَ ﺍﻟْﻤَﻠِﻚِ ﻭَﻟِﻤَﻦْ ﺟَﺎﺀَ ﺑِﻪِ ﺣِﻤْﻞُ ﺑَﻌِﻴﺮٍ ) ﺃﻱ : ﺃﺟﺮﺓ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﺪﺍﻧﻪ ( ﻭَﺃَﻧَﺎ ﺑِﻪِ ﺯَﻋِﻴﻢٌ ) ﺃﻱ : ﻛﻔﻴﻞ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺍﻟﻤﺆﺫﻥ ﺍﻟﻤﺘﻔﻘﺪ .
( ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺗَﺎﻟﻠَّﻪِ ﻟَﻘَﺪْ ﻋَﻠِﻤْﺘُﻢْ ﻣَﺎ ﺟِﺌْﻨَﺎ ﻟِﻨُﻔْﺴِﺪَ ﻓِﻲ ﺍﻷﺭْﺽِ ) ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ، ( ﻭَﻣَﺎ ﻛُﻨَّﺎ ﺳَﺎﺭِﻗِﻴﻦَ ) ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﻗﺴﻤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﻔﺴﺪﻳﻦ ﻭﻻ ﺳﺎﺭﻗﻴﻦ، ﻷﻧﻬﻢ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﺃﻧﻬﻢ ﺳﺒﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺪﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﻔﺘﻬﻢ ﻭﻭﺭﻋﻬﻢ، ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﺗﻬﻤﻮﻫﻢ، ﻭﻫﺬﺍ ﺃﺑﻠﻎ ﻓﻲ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ، ﻣﻦ ﺃﻥ ﻟﻮ ﻗﺎﻟﻮﺍ : " ﺗﺎﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻧﻔﺴﺪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻟﻢ ﻧﺴﺮﻕ "
( ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻓَﻤَﺎ ﺟَﺰَﺍﺅُﻩُ ) ﺃﻱ : ﺟﺰﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ( ﺇِﻥْ ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﻛَﺎﺫِﺑِﻴﻦَ ) ﺑﺄﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻜﻢ؟
( ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺟَﺰَﺍﺅُﻩُ ﻣَﻦْ ﻭُﺟِﺪَ ﻓِﻲ ﺭَﺣْﻠِﻪِ ﻓَﻬُﻮَ ) ﺃﻱ : ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﻪ ( ﺟَﺰَﺍﺅُﻩُ ) ﺑﺄﻥ ﻳﺘﻤﻠﻜﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﺇﺫﺍ ﺛﺒﺘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﻠﻜﺎ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﺮﻭﻕ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻟﻮﺍ : ( ﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻧَﺠْﺰِﻱ ﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻤِﻴﻦَ ) .
( ﻓَﺒَﺪَﺃَ ) ﺍﻟﻤﻔﺘﺶ ( ﺑِﺄَﻭْﻋِﻴَﺘِﻬِﻢْ ﻗَﺒْﻞَ ﻭِﻋَﺎﺀِ ﺃَﺧِﻴﻪِ ) ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺘﺰﻭﻝ ﺍﻟﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻈﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺑﺎﻟﻘﺼﺪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻓﻲ ﺃﻭﻋﻴﺘﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ ( ﺍﺳْﺘَﺨْﺮَﺟَﻬَﺎ ﻣِﻦْ ﻭِﻋَﺎﺀِ ﺃَﺧِﻴﻪِ ) ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ " ﻭﺟﺪﻫﺎ، ﺃﻭ ﺳﺮﻗﻬﺎ ﺃﺧﻮﻩ " ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ .
ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ ﺗﻢ ﻟﻴﻮﺳﻒ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﺀ ﺃﺧﻴﻪ ﻋﻨﺪﻩ، ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﺇﺧﻮﺗﻪ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻛِﺪْﻧَﺎ ﻟِﻴُﻮﺳُﻒَ ) ﺃﻱ : ﻳﺴﺮﻧﺎ ﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻴﺪ، ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﺻﻞ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺬﻣﻮﻡ ( ﻣَﺎ ﻛَﺎﻥَ ﻟِﻴَﺄْﺧُﺬَ ﺃَﺧَﺎﻩُ ﻓِﻲ ﺩِﻳﻦِ ﺍﻟْﻤَﻠِﻚِ ) ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺩﻳﻨﻪ ﺃﻥ ﻳُﺘﻤﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻟﻪ ﻋﻨﺪﻫﻢ، ﺟﺰﺍﺀ ﺁﺧﺮ، ﻓﻠﻮ ﺭﺩﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻤﻠﻚ، ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ﺇﺑﻘﺎﺀ ﺃﺧﻴﻪ ﻋﻨﺪﻩ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻣﻨﻬﻢ، ﻟﻴﺘﻢ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ .
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻧَﺮْﻓَﻊُ ﺩَﺭَﺟَﺎﺕٍ ﻣَﻦْ ﻧَﺸَﺎﺀُ ) ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ، ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤﻮﺻﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺼﺪﻫﺎ، ﻛﻤﺎ ﺭﻓﻌﻨﺎ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﻳﻮﺳﻒ، ( ﻭَﻓَﻮْﻕَ ﻛُﻞِّ ﺫِﻱ ﻋِﻠْﻢٍ ﻋَﻠِﻴﻢٌ ) ﻓﻜﻞ ﻋﺎﻟﻢ، ﻓﻮﻗﻪ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻭﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ .
ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺇﺧﻮﺓ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﺎ ﺭﺃﻭﺍ ( ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺇِﻥْ ﻳَﺴْﺮِﻕْ ) ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺥ، ﻓﻠﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﻣﻨﻪ . ( ﻓَﻘَﺪْ ﺳَﺮَﻕَ ﺃَﺥٌ ﻟَﻪُ ﻣِﻦْ ﻗَﺒْﻞُ ) ﻳﻌﻨﻮﻥ : ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻣﻘﺼﻮﺩﻫﻢ ﺗﺒﺮﺋﺔ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ، ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﺧﺎﻩ ﻗﺪ ﻳﺼﺪﺭ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ، ﻭﻫﻤﺎ ﻟﻴﺴﺎ ﺷﻘﻴﻘﻴﻦ ﻟﻨﺎ .
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺾ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ، ﻭﻟﻬﺬﺍ : ﺃﺳﺮﻫﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ( ﻭَﻟَﻢْ ﻳُﺒْﺪِﻫَﺎ ﻟَﻬُﻢْ ) ﺃﻱ : ﻟﻢ ﻳﻘﺎﺑﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﻩ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﺮﻫﻮﻥ، ﺑﻞ ﻛﻈﻢ ﺍﻟﻐﻴﻆ، ﻭﺃﺳﺮَّ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ . ( ﻭﻗَﺎﻝَ ) ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ( ﺃَﻧْﺘُﻢْ ﺷَﺮٌّ ﻣَﻜَﺎﻧًﺎ ) ﺣﻴﺚ ﺫﻣﻤﺘﻤﻮﻧﺎ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮ ﻣﻨﻪ، ( ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﺃَﻋْﻠَﻢُ ﺑِﻤَﺎ ﺗَﺼِﻔُﻮﻥَ ) ﻣﻨﺎ، ﻣﻦ ﻭﺻﻔﻨﺎ ﺑﺎﻟﺴﺮﻗﺔ، ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺎ ﺑﺮﺍﺀ ﻣﻨﻬﺎ
( ﺟَﻌَﻞَ ﺍﻟﺴِّﻘَﺎﻳَﺔَ ) ﻭﻫﻮ : ﺍﻹﻧﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺮﺏ ﺑﻪ ، ﻭﻳﻜﺎﻝ ﻓﻴﻪ ( ﻓِﻲ ﺭَﺣْﻞِ ﺃَﺧِﻴﻪِ ﺛُﻢَّ ) ﺃﻭﻋﻮﺍ ﻣﺘﺎﻋﻬﻢ . ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﺫﺍﻫﺒﻴﻦ، ( ﺃَﺫَّﻥَ ﻣُﺆَﺫِّﻥٌ ﺃَﻳَّﺘُﻬَﺎ ﺍﻟْﻌِﻴﺮُ ﺇِﻧَّﻜُﻢْ ﻟَﺴَﺎﺭِﻗُﻮﻥَ ) ﻭﻟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺆﺫﻥ، ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ .
( ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ) ﺃﻱ : ﺇﺧﻮﺓ ﻳﻮﺳﻒ ( ﻭَﺃَﻗْﺒَﻠُﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ) ﺟﺎﺀﻭﺍ ﻣﻘﺒﻠﻴﻦ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﻫﻢٌّ ﺇﻻ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻣﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﻋﻨﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝ : ( ﻣَﺎﺫَﺍ ﺗَﻔْﻘِﺪُﻭﻥَ ) ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ : " ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺮﻗﻨﺎ " ﻟﺠﺰﻣﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺑﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ .
( ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻧَﻔْﻘِﺪُ ﺻُﻮَﺍﻉَ ﺍﻟْﻤَﻠِﻚِ ﻭَﻟِﻤَﻦْ ﺟَﺎﺀَ ﺑِﻪِ ﺣِﻤْﻞُ ﺑَﻌِﻴﺮٍ ) ﺃﻱ : ﺃﺟﺮﺓ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﺪﺍﻧﻪ ( ﻭَﺃَﻧَﺎ ﺑِﻪِ ﺯَﻋِﻴﻢٌ ) ﺃﻱ : ﻛﻔﻴﻞ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺍﻟﻤﺆﺫﻥ ﺍﻟﻤﺘﻔﻘﺪ .
( ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺗَﺎﻟﻠَّﻪِ ﻟَﻘَﺪْ ﻋَﻠِﻤْﺘُﻢْ ﻣَﺎ ﺟِﺌْﻨَﺎ ﻟِﻨُﻔْﺴِﺪَ ﻓِﻲ ﺍﻷﺭْﺽِ ) ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ، ( ﻭَﻣَﺎ ﻛُﻨَّﺎ ﺳَﺎﺭِﻗِﻴﻦَ ) ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﻗﺴﻤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﻔﺴﺪﻳﻦ ﻭﻻ ﺳﺎﺭﻗﻴﻦ، ﻷﻧﻬﻢ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﺃﻧﻬﻢ ﺳﺒﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺪﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﻔﺘﻬﻢ ﻭﻭﺭﻋﻬﻢ، ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﺗﻬﻤﻮﻫﻢ، ﻭﻫﺬﺍ ﺃﺑﻠﻎ ﻓﻲ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ، ﻣﻦ ﺃﻥ ﻟﻮ ﻗﺎﻟﻮﺍ : " ﺗﺎﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻧﻔﺴﺪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻟﻢ ﻧﺴﺮﻕ "
( ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻓَﻤَﺎ ﺟَﺰَﺍﺅُﻩُ ) ﺃﻱ : ﺟﺰﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ( ﺇِﻥْ ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﻛَﺎﺫِﺑِﻴﻦَ ) ﺑﺄﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻜﻢ؟
( ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺟَﺰَﺍﺅُﻩُ ﻣَﻦْ ﻭُﺟِﺪَ ﻓِﻲ ﺭَﺣْﻠِﻪِ ﻓَﻬُﻮَ ) ﺃﻱ : ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﻪ ( ﺟَﺰَﺍﺅُﻩُ ) ﺑﺄﻥ ﻳﺘﻤﻠﻜﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﺇﺫﺍ ﺛﺒﺘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﻠﻜﺎ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﺮﻭﻕ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻟﻮﺍ : ( ﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻧَﺠْﺰِﻱ ﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻤِﻴﻦَ ) .
( ﻓَﺒَﺪَﺃَ ) ﺍﻟﻤﻔﺘﺶ ( ﺑِﺄَﻭْﻋِﻴَﺘِﻬِﻢْ ﻗَﺒْﻞَ ﻭِﻋَﺎﺀِ ﺃَﺧِﻴﻪِ ) ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺘﺰﻭﻝ ﺍﻟﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻈﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺑﺎﻟﻘﺼﺪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻓﻲ ﺃﻭﻋﻴﺘﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ ( ﺍﺳْﺘَﺨْﺮَﺟَﻬَﺎ ﻣِﻦْ ﻭِﻋَﺎﺀِ ﺃَﺧِﻴﻪِ ) ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ " ﻭﺟﺪﻫﺎ، ﺃﻭ ﺳﺮﻗﻬﺎ ﺃﺧﻮﻩ " ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ .
ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ ﺗﻢ ﻟﻴﻮﺳﻒ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﺀ ﺃﺧﻴﻪ ﻋﻨﺪﻩ، ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﺇﺧﻮﺗﻪ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻛِﺪْﻧَﺎ ﻟِﻴُﻮﺳُﻒَ ) ﺃﻱ : ﻳﺴﺮﻧﺎ ﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻴﺪ، ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﺻﻞ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺬﻣﻮﻡ ( ﻣَﺎ ﻛَﺎﻥَ ﻟِﻴَﺄْﺧُﺬَ ﺃَﺧَﺎﻩُ ﻓِﻲ ﺩِﻳﻦِ ﺍﻟْﻤَﻠِﻚِ ) ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺩﻳﻨﻪ ﺃﻥ ﻳُﺘﻤﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻟﻪ ﻋﻨﺪﻫﻢ، ﺟﺰﺍﺀ ﺁﺧﺮ، ﻓﻠﻮ ﺭﺩﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻤﻠﻚ، ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ﺇﺑﻘﺎﺀ ﺃﺧﻴﻪ ﻋﻨﺪﻩ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻣﻨﻬﻢ، ﻟﻴﺘﻢ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ .
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻧَﺮْﻓَﻊُ ﺩَﺭَﺟَﺎﺕٍ ﻣَﻦْ ﻧَﺸَﺎﺀُ ) ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ، ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤﻮﺻﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺼﺪﻫﺎ، ﻛﻤﺎ ﺭﻓﻌﻨﺎ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﻳﻮﺳﻒ، ( ﻭَﻓَﻮْﻕَ ﻛُﻞِّ ﺫِﻱ ﻋِﻠْﻢٍ ﻋَﻠِﻴﻢٌ ) ﻓﻜﻞ ﻋﺎﻟﻢ، ﻓﻮﻗﻪ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻭﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ .
ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺇﺧﻮﺓ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﺎ ﺭﺃﻭﺍ ( ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺇِﻥْ ﻳَﺴْﺮِﻕْ ) ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺥ، ﻓﻠﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﻣﻨﻪ . ( ﻓَﻘَﺪْ ﺳَﺮَﻕَ ﺃَﺥٌ ﻟَﻪُ ﻣِﻦْ ﻗَﺒْﻞُ ) ﻳﻌﻨﻮﻥ : ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻣﻘﺼﻮﺩﻫﻢ ﺗﺒﺮﺋﺔ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ، ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﺧﺎﻩ ﻗﺪ ﻳﺼﺪﺭ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ، ﻭﻫﻤﺎ ﻟﻴﺴﺎ ﺷﻘﻴﻘﻴﻦ ﻟﻨﺎ .
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺾ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ، ﻭﻟﻬﺬﺍ : ﺃﺳﺮﻫﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ( ﻭَﻟَﻢْ ﻳُﺒْﺪِﻫَﺎ ﻟَﻬُﻢْ ) ﺃﻱ : ﻟﻢ ﻳﻘﺎﺑﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﻩ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﺮﻫﻮﻥ، ﺑﻞ ﻛﻈﻢ ﺍﻟﻐﻴﻆ، ﻭﺃﺳﺮَّ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ . ( ﻭﻗَﺎﻝَ ) ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ( ﺃَﻧْﺘُﻢْ ﺷَﺮٌّ ﻣَﻜَﺎﻧًﺎ ) ﺣﻴﺚ ﺫﻣﻤﺘﻤﻮﻧﺎ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮ ﻣﻨﻪ، ( ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﺃَﻋْﻠَﻢُ ﺑِﻤَﺎ ﺗَﺼِﻔُﻮﻥَ ) ﻣﻨﺎ، ﻣﻦ ﻭﺻﻔﻨﺎ ﺑﺎﻟﺴﺮﻗﺔ، ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺎ ﺑﺮﺍﺀ ﻣﻨﻬﺎ
أسماء الغرياني- مشرف المنتدى الاسلامى
- رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 118
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 05/03/1982
تاريخ التسجيل : 05/12/2015
العمر : 42
الموقع : ليسانس اداب فرنسى
منتدى طريق العدالة والقانون والمحاماه .... سيدغريانى المحامى بالنقض :: الفئة الأولى :: المنتدى الاسلامى :: قرآن وسنة :: آيـــــــــة وتدبــــــــــــر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:04 am من طرف سيد غريانى
» كشوف توزيع دوائر وجلسات محاكم الجيزة والقاهرة لعام 2018 الاستئنافية والكلية والجزئية نقلا عن صفحة الاستاذ / اشرف عبدالله وكيل نقابة جنوب الجيزة
السبت أكتوبر 07, 2017 12:34 am من طرف سيد غريانى
» احكام نقض فى عدم قبول المعارضة للتقرير بها من غير ذى صفة .. وذلك فى حالة اذا ما طعن بالمعارضة شخص غير المتهم الحقيقى
الجمعة سبتمبر 29, 2017 3:01 am من طرف سيد غريانى
» تعديلات فى قانون الجنسية المصرية للحد من اكتسابها .... وكيل مصلحة الجوازات بالداخلية يكشف أهم التعديلات الجديدة لقانون الجنسية
الأحد سبتمبر 24, 2017 1:25 pm من طرف سيد غريانى
» حكم صادر من محكمة النقض بالغاء حكم الاعدام لبطلان الاستجواب لعدم حضور محامى مع المتهم اثناء استجوابه
الخميس سبتمبر 14, 2017 2:10 am من طرف سيد غريانى
» انواع الاعتراف وشروطه ومدى مطابقته للحقيقة واعتراف متهم على متهم
الجمعة سبتمبر 08, 2017 4:08 pm من طرف سيد غريانى
» أركان الاشتراك فى الجريمة ( الاتفاق . التحريض . المساعدة )
الجمعة سبتمبر 08, 2017 3:11 pm من طرف سيد غريانى
» احكام نقض فى اعتراف المتهم علي غيره في قضاء النقض المصري
الخميس سبتمبر 07, 2017 11:02 pm من طرف سيد غريانى
» دعوة مجانية لعدد محدود لحضور مؤتمر عولمة التشريعات
الخميس سبتمبر 07, 2017 1:11 pm من طرف sabralegal